نفى رئيس مكتب الثروة الحيوانية في الاتحاد العام للفلاحين -حكمت العزب نفياً قاطعاً أن يكون اللقاح هو السبب في نفوق الأبقار, لكنه في الوقت نفسه لم يؤكد نجاعة اللقاح أوكفاءته ، فربما يجدي نفعاً مع الأبقار السليمة أما الأبقار المصابة فربما يزيد حالتها سوءاً ويؤدي إلى نفوقها.
وأوضح العزب بعد أن كثرت شكاوى الفلاحين من فساد لقاح مرض التهاب الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار وبأنه المسبب لحالات نفوقها تم تشكيل لجنة من قبل المحافظ بتاريخ 20/4/2020/ للتحقق من الأمر، مؤلفة من دكاترة مختصين في كلية الزراعة وأطباء بيطريين، قاموا بأخذ عينات من المربين بعد الاستماع إليهم وكشفوا حالات النفوق وأسباب الإصابة.
وأضاف: من خلال تقرير اللجنة تبين أن اللقاح لم يلعب أي دور في المرض أو زيادة نسبة النفوق – كما اعتقد أغلب الفلاحين- أي إن اللقاح غير مسؤول عن ظهور مرض التهاب الجلد العقدي الذي أصاب الأبقار أو زيادة نسبة نفوقها، إلا أنه لم يؤمن الحماية الكافية لها، مشيراً إلى أن انتشار المرض في المنطقة وبشكل واسع يتناسب طرداً مع ارتفاع درجات الحرارة, حيث ينشط وينتقل عن طريق الحشرات ، لذا فمن الممكن إصابة الأبقار الملقحة وغير الملقحة حتى بعد فترات وجيزة من التلقيح، مضيفاً: المربون يعتقدون أن اللقاح هو سبب نفوق أبقارهم وذلك لتزامن توقيت اللقاح مع فترة ارتفاع الحرارة وانتشار الحشرات الناقلة للمرض.
وأكد العزب أن اللقاح لا يعطي مناعة كافية إذا ظهرت الإصابة فالأهم من اللقاح الرعاية الصحية- بما أن الحشرات هي الناقل الأساس للعدوى- والاهتمام بنظافة الأبقار وتقوية جهازها المناعي.
وأشار العزب إلى أن المشكلة الأساسية في انتشار هذا المرض تكمن في تقصير المربين في موضوع نظافة أبقارهم ومكافحة الحشرات فهذا آخر اهتماماتهم، إضافة لعدم تطبيق الشروط والتدابير الصحية البيطرية الواجب اتخاذها وعدم تعاونهم مع السلطات الصحية البيطرية من ناحية التبليغ والحجر والتخلص من جثث الحيوانات النافقة ما زاد رقعة التفشي، مشيراً إلى أن بث شائعة واحدة في أن اللقاح هو سبب النفوق، بعد حادثة نفوق واحدة في البلدة منع أغلب الفلاحين عن تلقيح أبقارهم، ما جعل الإصابات تكثر واللقاح لا يجدي نفعاً في الأبقار المصابة بل يزيد من حرارتها وسوء حالتها.
ورأى العزب أن زيادة تكاليف المعالجة دفعت المربين للجوء إلى الوصفات الشعبية (العشبية) والاستعانة ببعض مدعي الخبرة ما زاد نسبة النفوق، ناهيك باستغلال البعض للمربين كي يبيعوا حيواناتهم بأسعار رخيصة خوفاً من نفوقها.
وبيّن العزب أن هذا المرض يدعى داء (الجلد الكتيلي) فهو يصيب الجهاز المناعي لدى الأبقار ويرفع من درجة حرارة جسمها فتظهر على جلدها كتل وبثور تنتفخ وتقيح وأحياناً تدمي لتغطي كامل جسمها ما يسبب لها النفوق في بعض الحالات، مشيراً إلى أن هذا الداء مازال منتشراً منذ 10 سنوات تقريباً وأول انتشاره كان في القنيطرة ومن ثم انتقل إلى المحافظات الأخرى، اللاذقية وجبلة وحماة، وإلى اليوم لا يزال لقاحه غير قوي ولا يؤمن الحماية الكافية للقطعان, لذا أوصت اللجنة المشكلة بضرورة عزل العترة الحقلية المسببة لداء (الكتيل الجلدي) وبأسرع ما يمكن، إضافة لدراسة مدى ونسبة المناعة التصالبية بين عترة اللقاح المنتج والعترة الحقلية لتصنيع لقاح من العترة الحقلية، ناهيك بإعادة النظر باللقاح الحالي لأنه من خلال الاطلاع الميداني وجد أنه لا يؤمن الحماية الكافية للأبقار والبحث عن بدائل سريعة من اللقاحات المثبتة فعاليتها وتأمينها من الدول الصديقة ريثما يتم إنتاج لقاح وطني فعال أو مكافئ.
ورأى العزب أن هنالك تهويلاً في أرقام نفوق الأبقار من قبل المربين, فمثلاً في 8 قرى في اللاذقية التي تصل فيها عدد الحيازة إلى 1160 كانت أعداد الإصابة فيها 103 وعدد النفوق 23 حالة أي بلغت نسبة الإصابة
تشرين