تواصل معاناة الأسر السورية في تأمين مستلرماته المعيشية في ظل ارتفاعات قياسية تسجلها جميع المواد و السلع الأساسية،ليصل الأمر بالمواطن السوري للبحث عن عملين أو ثلاثة أعمال ليتمكن من الإيفاء باحتياجاته اليومية الأساسية من طعام وشراب و سكن بغض النظر عن الحاجات الأخرى
ثلاثة أعوام فقط مروا على البلاد من وقت بدء تنفيذ قانون قيصر في سورية و إقرار العقوبات الاقتصادية على البلاد الأمر الذي زاد من وطأة تلك المعاناة، موقع بزنس2بزنس قام بعمل مقارنة في أسعار السلع ما بين عامين 2018 و 2021.
رصد.. عشرة سلع أقلها إرتفع ثلاث أضعاف وأعلاها وصل لـ 14 ضعفاً
وبحسب مؤشر "بزنس2بزنس" لأسعار السلع الاساسية في دمشق وفي مقارنة سريعة لعشرة سلع ما بين عامين 2018 و 2021 , فإن أقل السلع إرتفعت بمقدار ثلاث آضعاف و آْعلاها وصل الارتفاع لأكثر من 14 ضعفاً.
إذا ارتفع سعر كيلو الأرز ماركة سيدي هشام من 625 أو 650 في تشرين الأول 2018 وصولاً إلى 4200 ليرة سورية اليوم ما يعني أن كيلو الأرز ارتفع أكثر من ستة أضعاف بنسبة ارتفاع تجاوزت 546%خلال الأعوام الثلاثة.
بالمقابل ارتفعت أسعار باقي الحبوب فمثلاً كيلو البرغل بنوعيه الخشن و الناعم ارتفع من 400 ليرة سورية في 2018 إلى نحو 2500 ليرة سورية هذا العام أي ان سعر الكيلو ارتفع آيضا بأكثر من ستة أضعاف ما نسبته 525%
و كذلك الأمر ارتفع سعر كيلو السكر خلال الأعوام الثلاثة بنسبة 940% من 250 ليرة سورية إلى نحو 2600 ليرة سورية أي أن السعر تتضاعف آكثر من عشرة مرات خلال ثلاثة أعوام.
وربطة الخبز الحكومية ارتفعت من 50 ليرة سورية إلى 200 ليرة بنسبة ارتفاع 300٪ ، بالاضافة إلى تقنين السكر و الأرز و الخبز عبر البطاقة الذكية.
بينما ارتفعت أسعار الخضار بشكل غير مسبوق إذ وصل سعر كيلو البندورة اليوم إلى نحو 1200 ليرة سورية مقارنة بـ 500 ليرة في أحسن حالاته خلال العام 2018 أي أن الكيلو ارتفع وسطيا 140٪.
و وصل سعير كيلو البطاطا إلى نحو 2800 ليرة سورية خلال الاسبوع الماضي مقارنة بـ 180 أو 200 ليرة سورية خلال نفس الفترة من العام 2018، ليرتفع الكيلو 14ضعفاً بنسبة 1300 %.
والخيار وصل إلى 1600 ليرة سورية اليوم مقارنة بـ 600 ليرة سورية في 2018 أيضاً في أحسن حالاته بنسبة إرتفاع بلغت 166%.
و في الوجبات السريعة أيضاً إذ ارتفع سعر فطيرة الجبنة مثلاً من 50 إلى 250 ليرة سورية بارتفاع بلغ 300% خلال ثلاثة أعوام.
و ارتفع سعر منقوشة الزعتر من 40 إلى 250 ليرة سورية بنسبة ارتفاع 525٪
وقرص الفلافل و هي الأكلة التي كانت أكثر شعبية في سورية فقد ارتفع من 25-50 ليرة سورية حتى 200 لـ 250 ليرة سورية للقرص الواحد أي ان القرض ارتفع أربع أضعاف ما نسبته 300%
ونذكر هنا أن الأسعار في جمعها وسطية إذ أن الأسواق كانت و لا زالت صعبة الرصد نتيجة افتقادها لحالات الاستقرار النسبية التي كانت تتمتع بها سابقاً.
طبعاً هنا نذكر بتقرير التضخم السنوي الصادر عن مصرف سورية المركزي عن شهر آب لعام 2020 و الذي اعتمد على سلة أسعار المستهلكين و التي ساهم فيها مكون الأغذية و المشروبات غير الكحولية بنحو 84.33% مقارنة بـ7.39% من العام 2019 ،علماً أن مستوى التضخم بلغ 139.46% خلال الفترة الممتدة من آب 2019 حتى آب 2020 وفق تقرير المركزي مرتفعاً بنحو 126.36 نقطة مئوية عن آب 2019، و بناءً على ما تقدم سنبدأ بالسلة الأكثر مساهمة في التضخم .
السبب !!!
ان ارتفاع مساهمة مكون الأغذية و المشروبات غير الكحولية في سلة أسعار المستهلكين أمر عادي في ظل التطورات المتلاحقة التي تابعت الاقتصاد السوري خلال هذه الأعوام الثلاثة بدءاً من قانون قيصر وصولاً إلى العقوبات المفروضة على سورية ، كون تركيز المستهلك بصفة فطرية يتجه نحو تأمين احتياجاته الأساسية التي بدأت أسعارها ترتفع لعدة أسباب أهمها : سرعة تأثر قطاع الزراعة و الأغذية بأي ارتفاع يخص الطاقة وحوامل الطاقة «طبعاً قطعها عن البلاد بشكل أو بآخر كان أحد أهم بنود قانون قيصر» ، المستهلك مجبر على تقبل التقلب السريع في اسعار هذه المواد كونه اساساً لا يستطيع التخلي عنها ، خروج عدد من معامل الأغذية وقطاع الصناعات الغذائية عن الخدمة نتيجة الأحداث التي مرت بها البلاد ، وأخيراً ارتفاع مؤشر أسعار الأغذية عالمياً ما يعني استيراد المواد بأسعار مرتفعة أساساً مقارنة بالعوام السابقة.