خاص B2B-SY
بلاد تعيش على العتمة، كمدينة أشباح لا تشبه مواطنيها، يعيش فيها الفرد مكسوراً ومغلوبا على أمره، ينام مواطنيها بتوقيت تُحدّده شركة الكهرباء، يغسلون ثيابهم في وقت معيّن، يدرس الطلاب بحسب التقنين.. جدول زمني يلتزمه السوريين مرغمين، ولا إشارات حول إمكانية حلحلة أزمة الكهرباء في سوريا، إلا في الأعياد.
عاش السوريون في مدينة حلب أياما خلال عطلة العيد، انخفضت فيها ساعات التقنين الكهربائي، فشهدت منازل المدينة حضورا غير معهود ومرحب به للكهرباء، لكنه لم يطل ليعود ويخيب آمال الأهالي مع انتهاء عطلة العيد.
يقول موقع “أثر برس” عن الأيام القليلة الماضية في حلب: “عطلة عيد الفطر في العام الحالي، أعادت إلى أذهان الحلبيين ذكريات الزمن الجميل قبل بدء الحرب كهربائيا، فحضر التيار بقوة، وفرض نفسه ضيفاً محببا على منازل الحلبيين، في ضوء انخفاض لافت للتقنين الكهربائي الجائر الذي عاشته المدينة خلال السنوات العشر الماضية“.
وبحسب الموقع باغت مدة التغذية ساعتين متتاليتين، مقابل ما بين ساعتين إلى أربع ساعات قطع كحدٍ أقصى، لتعود اليوم الحالة إلى ما كانت عليه، وأكثر حيث ارتفع عدد ساعات الانقطاع إلى 10 و12 ساعة متتالية، مقابل ساعتين من الوصل في أفضل حال.
وتسعى الحكومة السورية مؤخرا إلى منع نظام الأمبيرات، وحظر تشغيل المولدات المحلية التي تغذي المنازل والمحال التجارية في المحافظات السورية.
وحول إلغاء الأمبيرات في اللاذقية، أكد عضو المكتب التنفيذي في محافظة اللاذقية مالك الخيّر لـ«الوطن» أنه لا يوجد قانون ناظم للاشتراك بالأمبيرات، ما دفع البعض لاستغلال حاجة المواطنين والمتاجرة بهذا الأمر.
وأكد الخيّر أن إلغاء الأمبيرات يحد من الاستغلال المادي للمواطنين من جهة، ومن جهة ثانية يمنع الاتجار بالمازوت في السوق السوداء لهذه الغاية.
بالنسبة لمحافظة حلب، فقد قالت إذاعة “شام إف إم” المحلية، في وقت سابق، إن أسعار “الأمبيرات” تواصل ارتفاعها في مدينة حلب، لتلامس عتبة الـ 15 ألف ليرة سورية أسبوعيا للأمبير المنزلي الواحد، والـ 20 ألف ليرة للأمبير التجاري، تزامنا مع تخفيض ساعات التشغيل.
وأضافت الإذاعة نقلا عن عدد من أصحاب المولدات في مدينة حلب، قولهم إن “أسباب الارتفاع تعود إلى عدم توفر مخصصاتهم من المازوت، واضطرارهم للجوء إلى السوق السوداء التي وصل سعر الليتر فيها إلى نحو 4500 ليرة“.
وكانت محافظة حلب، قد سمحت بنظام “الأمبيرات” في المدينة، وحددت ساعة تشغيل الأمبير الواحدة بـ 125 ليرة سورية، ولكن ارتفع اشتراك مولدات الكهرباء “الأمبيرات” إلى الضعف تقريبا في بعض أحياء مدينة حلب، حيث وصل سعر الأمبير الواحد أسبوعيا إلى 10 آلاف ليرة سورية.
ومع انتشار “الأمبيرات” في عدة محافظات سورية، لا يزال وضعها القانوني ملتبساً بين منعها بتعميم من هنا وغض النظر عنها من هناك، في وقتٍ يحتاج فيه المستفيدون منها لتوفير رقابة وقواعد واضحة لعملها وأسعارها.