أوضحت الدكتورة وفاء كيشي نقيب صيادلة سورية أن تهريب الأدوية حالياً ينطلق من داخل سورية للخارج، إلّا أنه من السهولة ضبط هذا الأمر من خلال إلزام المعامل من قبل وزارة الصحة بعدم بيع الأدوية إلّا للمستودعات المرخصة أصولاً، وكذلك على الأخيرة أن تبيع للصيدلية المرخصة فقط، إضافة إلى ضرورة إلزام الصيدلي بعدم بيع كميات كبيرة من الأدوية ( بيع بالجملة).
كيشي أشارت إلى أنه عندما يتم ضبط هذه الحلقات الثلاث سوف تنتهي عملية تهريب الأدوية من داخل سورية إلى خارجها، موضحة أن هذا النوع من التهريب يؤدي إلى فجوة ، وأيضاً إلى خلل في سوق الدواء الداخلية والذي بدوره سوف ينعكس على المواطن.
وعن وجود أدوية مهربة بالصيدليات قالت نسبتها بسيطة جداً، علماً أنّ من يصرّ على الدواء المهرّب أو غير الموجود في السوق هو الطبيب الذي يصف هذا الدواء، لذلك يضطر الصيدلي إلى تأمينه للمريض، ونوهت بأنّ وجود دواء مهرب في الصيدلية تقع مسؤوليته على عاتق الصيدلي، وقد يكون غير آمن، مع العلم أن نسبة الربح فيه بسيطة جداً، بل على العكس تماماً الدواء الوطني أكثر ربحاً بالنسبة للصيدلي.
وفي تصريح نقلته عنها صحيفة تشرين المحلية قالت كيشي لن يكون هناك سوق سوداء للدواء حالياً، هذه الظاهرة كانت موجودة من حوالي ثلاثة أشهر لأن تسعيرة الدواء كانت غير عادلة، حيث تعرضت المعامل للخسارة لذلك كانت تبيع بسعر أعلى من السعر الحقيقي، لكن مع آخر تعديل بسعر الدواء أصبح تقريباً حسب التكاليف الحقيقية للإنتاج، وحالياً هناك سعر نظامي صادر من وزارة الصحة والصيادلة ملتزمون به .
وكشفت كيشي عن ترميم عدد من المعامل التي كانت مدمرة من أجل عودتها للإنتاج، وهناك بعض المعامل لم تقلع بعد، إضافة إلى معامل جديدة في الساحل دخلت مرحلة الإنتاج، من هنا يمكن القول إنّ واقع الدواء مقبول ومستقر، وحالياً يؤمن 95% من حاجة السوق المحلية .
يعتبر شراء الدواء بالنسبة للسوريين أحد أهم الأمور المرهقة اقتصاديا، حيث تعتبر أسعار الأدوية في البلاد من بين الأعلى سعرا بشكل عام. وذلك بعد أن رفعت وزارة الصحة، سعر 12 ألف نوع من الأدوية بنسبة 50 بالمئة، بعد تهديدات صدرت مؤخرا من أصحاب المعامل الدوائية بالتوقف عن العمل، حسب متابعة "بزنس 2بزنس".
وكانت الحكومة السورية قد بدأت منذ مطلع العام الحالي برفع أسعار الأدوية بشكل متلاحق، حيث كانت نسبة الارتفاع بين شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير وصلت إلى 30 بالمئة، وشملت جميع أنواع الأدوية.