أشار تقرير للمكتب المركزي للإحصاء، إلى ارتفاع معدلات الطلاق خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ حتى باتت متقاربة مع حالات الزواج.
وبحسب صحيفة الثورة، ففي آخر إحصائية رسمية فإن كل ٢٩ ألف حالة زواج يقابلها /١١/ ألف حالة طلاق.
ووفق الإحصاءات، كشفت بيانات لعام ٢٠٢٢ صادرة عن المكتب المركزي للإحصاء عدد عقود الزواج التي تم تسجيلها في عام ٢٠٢١ في سورية والتي بلغت /٢٣٧٩٤٤/عقداً، فيما بلغ عدد شهادات الطلاق خلال العام نفسه /٤١٩٥٧/شهادة، وذلك بنسبة ١٧.٦% من إجمالي واقعات الزواج.
وقال الباحث الاجتماعي أحمد عثمان: إن أسباب الطلاق متعددة، أهمها انعدام التواصل بين الزوجين وعدم الانسجام الفكري بينهما، مبيناً أنّ سوء الأوضاع الاقتصادية من أبرز أسباب الطلاق والتي باتت تشكل مشكلة كبيرة في ظل تردي الأوضاع المعيشية وعدم التمكن من تأمين متطلبات المنزل والأسرة.
وأضاف: أكثر الأسباب التي ساهمت في ازدياد ظاهرة الطلاق بعد أن كانت نادرة فهو تفشي وباء وسائل التواصل الاجتماعي الذي فكك روابط الأسرة ودخل كل بيت وأصبح كل شيء مباحاً للعموم، حيث تُنشر الخلافات على صفحات الفيسبوك وغيرها وتنهال التعليقات التي تزيد الوضع رداءة من تحريض وتشجيع على الطلاق، وتبدأ المثاليات غير الموجودة بالمديح للزوجة أو الزوج وشتم الطرف الثاني، وهكذا تتسع دائرة الصراع من خلال عالم افتراضي لا يمكننا معرفة من يتواصل معنا ومن يتحكم بتصرفاتنا وهنا تتسع دائرة الخلاف، حيث تجد الزوجة أو الزوج مديحاً من بعض الناس ضمن التعليقات يؤدي إلى تضخيم المشكلة التي قد تكون صغيرة للغاية، وتبدأ المقارنة بين الحياة التي يعيشها الزوجان وبين ما يشاهدونه على صفحات التواصل، حيث تنغرس هذه الأفكار وتصبح مهمة على الرغم من أنها عادات دخيلة وغريبة، كما قال عثمان: إن لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً إيجابياً أيضاً، فهناك حالات زواج ناجحة تمت عن طريق وسائل التواصل ولذلك اعتبره عثمان سلاحاً ذا حدين.
وقال عثمان: إن هناك ظاهرة خطيرة ناتجة عن ازدياد حالات الطلاق وهي عزوف الشباب عن الزواج ويرجع هذا العزوف برأيه إلى خوف الشباب من خوض تجربة الزواج بعد أن أصبح يشاهد يومياً حالات طلاق وانفصال وقصص غريبة تنتشر على وسائل التواصل والتي أصبحت ساحة لنشر قضايا عائلية لم يكن الاطلاع عليها مباحاً في الماضي، إضافة إلى توفر ما كان قبل انتشار الانترنت عيباً وحراماً وأصبح الشباب يميلون إلى خوض تجارب افتراضية، حيث يمكنهم من خلال عالم وهمي الحصول على كل ما يريدونه من دون تكاليف وذلك في ظل الغلاء المنتشر والمتزايد يوماً بعد يوم وهذا ما نسميه الاستخدام السلبي لوسائل التواصل والتقليد الأعمى ومحاكاة الآخرين بطريقة خاطئة.