في خطوة غير مسبوقة بتاريخ سوريا، أعلنت حكومة تصريف الأعمال بقيادة أحمد الشرع يوم أمس الخميس تعيين غياث دياب وزيرًا للنفط، ليصبح أول مسؤول من أصول غير سورية يتولى هذا المنصب.
يُذكر أن دياب، الذي يحمل الجنسية الفلسطينية، هو الوزير الرابع عشر في التشكيلة الوزارية الجديدة، التي تواجه تحديات كبيرة على صعيد أزمة شح المواد النفطية في البلاد وفقا ما نشره موقع " العربي الجديد".
وجاء تعيين الوزير الجديد في الحكومة السورية المؤقتة بعد شغور المنصب لأكثر من شهر. وكان دياب قد صرح، قبل ثلاثة أيام، في حوار مع منصة الطاقة ومقرها واشنطن، بأن الإدارة الجديدة تعمل على التواصل المستمر مع العديد من الدول العربية ودول المنطقة، لاستكشاف فرص التعاون في مجال الطاقة، على أمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى نتائج إيجابية تخدم مصالح الشعب السوري.
وينحدر غياث دياب من عائلة فلسطينية لجأت إلى سورية، وهو يحمل سجلاً أكاديمياً ومهنياً متميزاً في مجالات إدارة الموارد الطبيعية والطاقة، وقد حصل على درجة الماچستير في هندسة البترول. ويمتلك دياب خبرة واسعة في إدارة المشاريع المتعلقة بالطاقة والتنقيب عن النفط والغاز.
ويعد هذا القرار خطوة هامة باتجاه تعزيز مشاركة الفلسطينيين المقيمين في سورية في الحياة السياسية والتنموية، ويعكس اعترافاً بدورهم المهم في العديد من المجالات.
كما يحمل التعيين رمزية كبيرة، حيث يُظهر انفتاح الحكومة السورية على تنويع القيادات في المناصب العليا.
وسيتولى دياب وزارة النفط في وقت تواجه فيه البلاد تحديات كبيرة في قطاع الطاقة بسبب سنوات طويلة من العقوبات الاقتصادية وتضرر البنية التحتية بسبب النزاع المستمر. وسيعمل على تحسين إنتاج النفط والغاز وتعزيز الاستثمار في قطاع الثروات المعدنية، مع التركيز على إيجاد حلول مستدامة لتلبية احتياجات المواطنين والصناعة من الطاقة.
وقال دياب: "نسعى حاليًا إلى إعادة تقييم احتياطيات النفط في سورية وإجراء تحديثات عليها، للوصول إلى أرقام دقيقة تُعلَن عند توافرها؛ حيث نعتقد أن هناك إمكانات غير مستغلة قد تزيد احتياطياتنا.
ولاقى تعيين غياث دياب ترحيباً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، حيث اعتبره البعض خطوة إيجابية نحو تمكين الكفاءات من مختلف الخلفيات. وعبّر العديد من الفلسطينيين في سورية وخارجها عن فخرهم بهذا التعيين، الذي يُعد سابقة في تاريخ البلاد.