قال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) أكبر شركة بتروكيماويات في العالم من حيث القيمة السوقية انه يتوقع نتائج "جيدة" خلال ما تبقى من العام اذا استقرت الاوضاع الاقتصادية لاسيما في أوروبا.
ونقلا عن موقع رويترز الذي أجرى هذا اللقاء أكد محمد الماضي خلال مؤتمر عقد يوم الثلاثاء في مقر الشركة بالرياض أنه على الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني فانه لا يزال جيدا وأن الصين ستظل لفترة طويلة أهم سوق في العالم من حيث الطلب على البتروكيماويات.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء أعلنت سابك عن تراجع نسبته خمسة بالمئة في صافي أرباح الربع الاول من العام ليصل الى 7.27 مليار ريال (1.94 مليار دولار) من 7.69 مليار قبل عام بفعل ارتفاع أسعار اللقيم وتراجع اسعار المنتجات. لكن النتائج فاقت توقعات المحللين.
وتوقع محللون استطلعت رويترز اراءهم أن تحقق المجموعة التي تنتج الكيماويات والاسمدة والمعادن واللدائن أرباحا قدرها 6.74 مليار ريال.
وارتفع سهم سابك 3.6 بالمئة بحلول الساعة 1033 بتوقيت جرينتش ليدفع المؤشر الرئيسي للصعود 2.2 بالمئة الى 7436 نقطة وذلك بعدما أغلق المؤشر عند أدنى مستوى في ستة أسابيع.
وتعليقا على النتائج قال الماضي "نحن مرتاحين جدا للنتائج. هناك زيادة في الانتاج وزيادة في المبيعات. الاسعار لا تزال معقولة. هذا ربع ممتاز في ظل الظروف الحالية من التقلبات المالية وزيادة أسعار اللقيم وزيادة أسعار البترول وخصوصا المواد السائلة."
وأضاف "ان لم تحدث تقلبات اقتصادية...خصوصا بأوروبا سنحقق نتائج جيدة في الارباع المقبلة."
وأوضح الماضي أن انتاج سابك ارتفع تسعة بالمئة على أساس سنوي في الربع الاول فيما ارتفعت المبيعات 11 بالمئة سنويا.
ووفقا للماضي بلغت قيمة مبيعات سابك في الربع الاول 48.3 مليار ريال مقابل 44.8 مليار ريال في الربع الاول من 2011.
ونظرا لدخول منتجات سابك في نطاق واسع من الصناعات يمتد من السيارات الى تشييد المنازل والسلع الاستهلاكية الرخيصة فانها تكون شديدة الحساسية لاتجاه الاقتصاد العالمي.
وعزا الماضي تراجع أسعار المنتجات خلال الربع الاول الى عدة عوامل على رأسها تباطؤ الاقتصاد الصيني وتقلبات الوضع الاقتصادي في أوروبا الى جانب ارتفاع أسعار النفط التي أثرت بدورها على أسعار المواد الخام.
وقال "كان الاقتصاد الصيني ينمو بوتيرة سريعة (فيما سبق) ثم تباطأ (يضاف الى ذلك) الوضع في أوروبا وارتفاع أسعار النفط وتأثيرها على اسعار المواد الخام...كل هذه عوامل أدت الى تباطؤ أسعار المنتجات."
وارتفع مزيج برنت 14 بالمئة خلال الربع الاول ويحوم سعره حاليا حول 120 دولارا للبرميل. وفي المتوسط ارتفعت أسعار النفط بصورة ملحوظة على أساس سنوي في الربع الاول.
وفي وقت سابق من هذا الشهر قال المكتب الوطني للاحصاءات ان الاقتصاد الصيني نما بأضعف وتيرة في حوالي ثلاث سنوات في الربع الاول من هذا العام مع تسجيله معدل نمو سنوي بلغ 8.1 بالمئة انخفاضا من 8.9 بالمئة في فترة الاشهر الثلاثة السابقة.
لكن الماضي أكد على أن الصين ستظل أحد الاسواق المهمة والكبيرة لسابك وانها ستظل مصدرا قويا للطلب على البتروكيماويات "لفترة طويلة جدا".
وقال "الصين لا تزال سوق كبيرة جدا وأسعارها جيدة ونبيع منتجاتنا دون مشكلة. مصنعنا هناك حقق نتائج متميزة في 2011 ونحن مستمرون في تحقيق نتائج جيدة."
وتابع "سابك بطبيعتها شركة عالمية ويجب أن تتواجد في كل الاسواق المستهدفة وسوق الصين بالذات وهي أهم سوق في العالم من حيث الطلب على المنتجات البتروكيماوية."
وحول عزم الشركة التوسع من خلال عمليات استحواذ قال الماضي "سابك سوف تستمر في النمو...النمو يأتي من عدة طرق سواء النمو العضوي عن طريق بناء المصانع داخل وخارج المملكة أو عن طريق الاستحواذات.
"الاستحواذات تعتمد على الفرص المتاحة...سابك دائما تتابع الفرص وان كانت هناك فرص تلبي احتياجات الشركة في المستقبل لن تتواني سابك عن ذلك."
وأكد مسؤولو سابك خلال المؤتمر نيتهم على عدم اللجوء لاسواق الدين حاليا وقالوا انها قد تلجأ لتلك الخطوة في حين الحاجة اليها.
وقال مطلق المريشد المدير المالي لسابك "لا حاجة لدخول أسواق الدين الان. نقوم بذلك فقط عند الحاجة. ربما يتغير الامر غدا لكن في الوقت الحالي لا نحتاج لذلك."
بنهاية العام افتتاح مصنع لانتاج الحديد بطاقة انتاجية تبلغ مليون طن
من ناحية أخرى قال الماضي لرويترز على هامش المؤتمر ان سابك تعتزم بنهاية العام الجاري افتتاح مصنع لانتاج الحديد تبلغ طاقته الاجمالية مليون طن وتتوقع تحقيق أرباح منه خلال 2013.
وقال "ستكون الطاقة الانتاجية للمصنع مليون طن منها 500 ألف طن لحديد التسليح فيما ستخصص الطاقة المتبقة لانتاج مادة أخرى...سيكون المصنع في السعودية وسيوجه الانتاج بصورة رئيسية الى السوق المحلية."
وتشهد السعودية طفرة في أعمال البناء مع انفاق الحكومة 690 مليار ريال خلال 2012 على مشروعات التنمية والبنية الاساسية الامر الذي يعزز الطلب على مواد البناء كحديد التسليح والاسمنت.
وفي رد على سؤال حول كيفية التغلب على نقص مواد اللقيم لاسيما الايثان والميثان قال الماضي لرويترز ان كل الاحتمالات قائمة وان الشركة ستبحث عن النمو حيثما وجد سواء داخليا أو خارجيا.
وقال "نحن شركة عالمية ويجب أن نبحث عن النمو حيثما وجد سواء داخليا أو خارجيا أو عن طريق الابتكار."
وعما اذا كان ذلك يعني بناء مصفاة خاصة بسابك قال الماضي "لا يوجد ما يمنع سابك عن أي شيء...سنتدبر الامر. لا أقول اننا سنبني مصفاة لكن أقول لا شيء يمنعنا عن ذلك."
وتابع "هناك خيارات أخرى مثل الدخول في شراكة مع اخرين كما فعلنا مع سينوبك التي تمتلك مصافي فيما نحن نمتلك البتروكيماويات...ليس بالضرورة أن نبني مصفاة خاصة بنا لكن يمكن أن ننضم لمشروع لديه مصافي."
وتعاني شركات البتروكيماويات في السعودية أكبر اقتصاد عربي وأكبر مصدر للنفط في العالم من صعوبة الحصول على امدادات كافية من الغاز الطبيعي وتسعى للحصول على بدائل أخرى لمواد اللقيم لتعزيز خطط التوسع في القطاع الذي يعد أحد ركائز الاقتصاد.
(الدولار يساوي 3.75 ريال سعودي)