رأى رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي أن الكثير من العيوب شابت عملية تأسيس منظومة منطقة اليورو الأمر الذي يستدعي ضرورة اتخاذ خطوات إضافية من أجل تحسين الوضعية. وقال دراجي إن منطقة اليورو لا يمكن أن تستمر ما لم يكن هناك اندماج أكبر لتكتل العملة الموحدة. وقال دراجي إن الأسواق تستفسر الآن عن السبب الأساسي من إنشاء منطقة اليورو.
وأوضح دراجي أن يتحدث بصفته رئيس للمجلس الأوروبي للمخاطر النظامية والمعني بمراقبة النظام المالي واستقراره في الاتحاد الأوروبي. وقال دراجي: ذلك الشكل الذي لدينا بشكل عام منذ عشر سنوات والذي كان يعتبر مستداما بالأساس - يجب أن أضيف بطريقة قصيرة النظر ربما أصبح الآن يبدو أنه غير ممكن استمراره ما لم يتم اتخاذ خطوات إضافية. قال دراجي إن زعماء أوروبا يجب أن يوضحوا رؤيتهم عن اليورو بسرعة وإلا واجهوا كارثة إذ أن البنك المركزي الأوروبي لا يمكنه سد فراغ السياسات.
مصرف للمنطقة
وضم دراجي صوته للدعوات بإنشاء اتحاد مصرفي لمنطقة اليورو يتألف من برنامج مشترك لضمان الودائع وصندوق مشترك لحل البنوك المتعثرة ومركزية أكبر للرقابة على البنوك. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي خلال شهادته أمام لجنة الشؤون الاقتصادية بالبرلمان الأوروبي إن كل الدلائل تشير إلى ضرورة مثل تلك الإجراءات. ولم يتطرق دراجي إلى الإصدار المشترك لديون منطقة اليورو أو ما يطلق عليها سندات منطقة اليورو.
ويتم الترويج لتلك الفكرة من جانب العديد من خبراء الاقتصاد والسياسيين بمن فيهم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند باعتبارها ضرورية كجزء من إقامة منطقة يورو أكثر اندماجا. لكن ينظر إليها بريبة من جانب ألمانيا ودول أخرى تنتهج سياسات مالية متحفظة.
ضغوط متنامية
وقال دراجي مضيفا إلى الضغوط المتنامية من أجل اتخاذ إجراء يتعلق بالسياسات في قمة الاتحاد الأوروبي المقررة خلال يونيو الحالي إنه ينبغي للمنطقة أن تلجأ إلى عمل الكثير وليس القليل وإلى الابتعاد عن اسلوب الخطوات الصغيرة الذي فشل في تجاوز أزمة ديون منطقة اليورو على مدى عامين. وأوضح دراجي:
هل يستطيع البنك المركزي الأوربي ملء فراغ العمل الذي يتعين على الحكومات الوطنية القيام به فيما يتعلق بالنمو المالي؟ الإجابة لا." واضاف "هل يستطيع البنك المركزي الأوروبي ملء فراغ العمل الذي يتعين على الحكومات الوطنية فيما يتعلق بالمشاكل الهيكلية؟ الإجابة لا." ومع تركز أزمة الديون الآن على القطاع المصرفي المتداعي في اسبانيا قال دراجي إن اتحاد المصارف في المنطقة يحتاج لإشراف مركزي ويتطلب طرح خطة إيداع أوروبية.
العملة الموحدة
من ناحية أخرى قال اولي رين مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون المالية والاقتصاد إنه يجب دعم العملة الموحدة من خلال سياسات مالية مسؤولة وتنسيق أوثق بين دول منطقة اليورو لكي تنجو وتزدهر. وأوضح: نحتاج لثقافة استقرار حقيقية وقدرة مشتركة أكثر تطورا لاحتواء العدوى المشتركة.
وتابع: هذا هو الحال على الأقل إذا كنا نريد تجنب تفكك منطقة اليورو ونريد لليورو النجاح. لكنه حذر من أن الدخول مباشرة في الحديث عن إصدار سندات يكتتب فيها بشكل مشترك بين الدول الأعضاء في منطقة اليورو سيكون حديثا زائفا. وقال داعيا للتضامن الأوروبي: لن نتمكن من التغلب على مشكلاتنا بالتركيز على إصدار مشترك للدين العام دون استقرار مالي يتزامن معه ولن نتمكن من ارساء ثقافة الاستقرار في منطقة اليورو دون توزيع عبء التصحيح.
المصدر: وكالات