قال وزير التعليم العالي محمد يحيى معلا، أن الوزارة تدرس حالياً معايير جديدة للقبول الجامعي بما في ذلك تأسيس مركز القياس والتقويم، مشيراً إلى أن هذا المركز سيسهم في تحديد ميول الطالب فيما يتعلق بانتسابه لمرحلة التعليم العالي.
وأضاف معلا أن الوزارة تعد مشروع مرسوم لإحداث المركز السالف ذكره، موضحا انه من مهام هذا المركز تولي القضايا المتعلقة بالمعايير الجديدة بالقبول الجامعي بما في ذلك وضع أسئلة الاختبارات المعيارية تمهيدا لقياس ميول الطالب ومراعاتها في المفاضلة الجامعية.
وأشار معلا إلى أن المركز سيضم عدداً كبيراً من الخبراء المتخصصين في التعليم العالي لإنجاح هذه التجربة، لافتاً إلى أن هذا المشروع يمكن تطبيقه خلال سنتين ليصبح حقيقة على أرض الواقع.
وبرر معلا عدم نجاح تجربة الاختبارات المعيارية التي طبقتها الوزارة سابقا، بعدم وجود ترابط بين علامة الاختبار وعلامة الثانوية العامة، ما دفعها للعدول عن هذه الفكرة وخاصة أن الرأي العام لم يتقبلها.
وأوضح معلا، أن بإمكان الوزارة تطبيق فكرة التسجيل المباشر العام الدراسي المقبل، مبينا أن هذه الفكرة تحتاج إلى دراسة متكاملة وخاصة أنها ستحدد مصير الكثير من الطلبة، وهي تقوم على مبدأ عدم ظلم الطلاب.
فمثلا قد يحصل 3000 طالب على 210 إلى 230 علامة في الثانوية العلمية، والقبول في فرع الهندسات ينحصر في فلك هذه العلامات، وهنا يسمح للطالب بالتسجيل المباشر دون انتظار المفاضلة العامة.
ومن المعوقات التي تواجه تطبيق الفكرة نسبة النجاح العالية في الثانوية العامة، فقد يحصل 7000 طالب على علامة 210 إلى 230 والتعليم العالي بحاجة إلى 3000 طالب.
وفي السياق ذاته كشف مصدر مسؤول في وزارة التربية، أن المعطيات الأولية لنتائج الامتحانات دفعت التربية إلى التشدد في مسألة تشابه الأوراق، وخاصة من المرجح أن يحصل المئات من الطلاب على العلامة الكاملة في الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي، مبينا أن الوزارة ستتخذ إجراءات صارمة في حال اكتشاف أي تشابه بالأوراق الامتحانية وهي تبحث حاليا طرقا أخرى لكشف وسائل الغش المختلفة نتيجة ارتفاع العلامات المريب.
وكان وزير التعليم العالي، تخوف في مؤتمر صحفي عقد منذ أيام من نسبة النجاح العالية في الثانوية العامة ما يفرض على وزارته تحديا كبيرا، وخاصة أن عدد المقبولين في الجامعات السورية العام الماضي بلغ 149 ألف طالب في التعليم العادي و3088 طالب في التعليم المفتوح.
منوها، إلى أن 320 ألف طالب تقدموا للامتحانات، وهذا الرقم قابل للزيادة في امتحانات الإعادة، ما يفتح الباب للحديث عن أعداد كبيرة من الطلاب ستكون خارج التعليم العالي، مع تسريبات من وزارة التربية أعربت عن صدمة الوزارة من هول أعداد الطلاب المتقدمين لامتحانات الإعادة.
وعلى الرغم من أن الوزير التزم بقبول اكبر عدد ممكن من الناجحين في الثانوية العامة بما لا يقل عن أعداد السنة السابقة، إلا انه عاد ليقول: إن وزارته تترقب صدور النتائج لتبني تصوراتها و خطواتها التي يجب أن تأخذها لحل هذه المشكلة.