منذ بداية الأزمة في سورية والادخار لم يجد أي نفع في المصارف السورية الحكومية من جهة احتساب فوائد القروض من الناحية الاقتصادية، ومن وضع أمواله قبل سنوات الازمة في سورية وجدها اليوم فقدت قيمتها، فمن وضع مليون ليرة على دولار 47 ليرة سورية كانت قيمته 21276 دولار بينما اليوم قيمتها على دولار 850 بحدود 1176 دولارا اي تكون فقدت 20 ضعفا من قيمتها، علما ان فوائدها خلال 10 أعوام سابقة لا تتجاوز 900 الف ليرة .
السوريون البسطاء تأثروا بالحملات الاعلامية لدعم الليرة ونتيجة ثقتهم بالمصارف الحكومية وقلة حيلتهم لاستثمارها في العملات الأخرى كالذهب والدولار تركوا أموالهم ضمن المصارف الحكومية ،حتى وصلو اليوم الى لا قيمة لاموالهم ولا نية للمصارف لتقديم من وقف الى جنبها وترك أمواله في خزائنها التي كانت تعاني ما تعانيه من نقص في السيولة في عام 2013 و2014 .
الشاب معروف محمد قال لبزنس 2 بزنس سافرت الى دول الخليج لفترة قبل الازمة جمعت بعض الأموال ووضعتهم في البنوك الحكومية كان لدي تصور ان هذه الاموال ستكفيني الى آخر حياتي بينما هي اليوم لا تساوي ثمن شقة أو محل كون قيمتهم تراجعت كثيرا أنا من طبيعتي ليس لدي حرفة لاستثمار أموالي وتركتهم ضمن المصرف من أجل دعم الليرة لكن اليوم تعرضت للغدر كونني خسرت قيمتهم من دون تعويض .
علي سلمان وفر من راتبه 800 الف في بداية الازمة ووضعهم في المصرف التجاري السوري كانت قيمتهم تشتري سيارتين سابا عمومي قيمتهم اليوم بحدود 8 مليون ليرة ، بينما بقيت مدخراته على حالها مع زيادة فوائد بسيطة ،داعيا الى منحه قرض من دون فوائد بقيمة امواله لاسترداد بعض خسارته وقال: كما وقفنا الى جانب البنوك يجب ان تظر الى مدخراتنا وتعوضنا عن خسارتنا .
الشاب حسن ادخر من عمله مليون ونصف بهدف شراء سيارة، وقام بسحب مدخراته بشكل دوري من أجل تأمين احتياجات أسرته اليومية، بعد ارتفاع تكاليف الحياة على نحو كبير وبسبب الانتقال من بيت إلى آخر مع استمرار عمليات التهجير التي عانى منها الاف العائلات السورية .
فكرة التعويض على المودعين كانت تطرح في جميع المنتديات والملتقيات الاقتصادية بقوة ،بينما تحدث عنها المصرف المركزي بخجل لكن على ما يبدو ان أصوات المودعين خافتة مثل حسهم في استثمار أموالهم لم يصل صوتهم بعد الى حيز الاهتمام لدى القائمين على اللجنة الاقتصادية والمالية في رئاسة الحكومة ،فهل ستتحرك الحكومة للتعويض على من دعم صناديقها في فترة العصة الكبيرة عندما كانت خاوية وخاصة انهم من الفئات المستضعفة وغير قادرة على الاستثمار ، أم ستستمر في نكران الجميل .؟!