قال المستشار المالي في بيت الاستثمار السوري أحمد محمد العدّاسي: إن من الخطوات التي ينبغي العمل عليها للارتقاء بأداء السوق هي الترخيص لصناديق استثمارية حيث اعتبر إقامتها خطوة ممتازة جداً، حيث تقوم شركات الوساطة في هذه الحالة بإنشاء صندوق استثماري يدار من خلال مدير استثمار يدير المحفظة ويكون على اطلاع بتطورات السوق يضمن ألا تدخل في باب مضاربة أو تشويه في السوق، يساعده مستشار مالي يقدّم المعلومة الصحيحة عن هذا الاستثمار إضافة إلى أمين استثمار يكون دوره مراقبة عمليات الاستثمار التي تتم على المحفظة الاستثمارية، علماً أن المحفظة تموّل من مجموعة المستثمرين الذين يشتركون فيها عن طريق شركة الوساطة، علماً أنها وفق القانون الذي صدر مؤخراً أصبحت ممكنة ولكن المطلوب حالياً تفعيلها بإصدار التراخيص اللازمة لها من الهيئة ورأى أنه في حال تمت هذه الخطوة فإنه سيكون لها أثر إيجابي أيضاً على عمل السوق.
وأشار في حديثه لصحيفة الوطن إلى أن العمل على هذه الصناديق الاستثمارية سيكون نتيجة تضافر جهد كل من شركات الوساطة المالية والهيئة والمطلوب أيضاً العمل على فكرة إخراج هذه الصناديق على أرض الواقع، وأن من بين الخطوات المطلوبة أيضاً توعية المستثمر إلى أن القيم السوقية في الوقت الحالي هي أقل من القيم الدفترية وتوعيته بالعائد الداخلي لكل شركة (IRR)، إضافة إلى النظرة المستقبلية للشركة وهذا يؤثر إيجاباً في توجه المستثمر فيحتفظ بسهمه وتزداد لديه الرغبة في الشراء.
وبيّن العدّاسي أن انخفاض مؤشر السوق في جلسة الأربعاء تتم قراءته من خلال أنه لا يمكن أن يظل السوق باستمرار متخذاً اتجاهاً واحداً كأن يكون صاعداً باستمرار أو نازلاً باستمرار لأن ذلك عملياً مستحيل، فاستمراره في الصعود لفترة طويلة يعني بالمقابل أنه ربما سيستمر في النزول لفترة طويلة، لذا يجب أن يكون السوق صاعداً تارةً وهابطاً تارةً أخرى وهذا يؤدي إلى عمل السوق ويكون السوق صحياً في هذه الحالة لأن من ديمومة السوق ومن نشاط السوق أن يكون السوق متذبذباً فيرتفع مؤشره يومين أو ثلاثة ويهبط يوماً أو بالعكس وعلى هذا الأساس يكون السوق صحياً، علماً أنه كان هناك توقع لجلسة الأربعاء بالذات أن يحصل فيها هبوط طفيف في المؤشر مع العلم أن السوق سبق أن صعد صعوداً قوياً خلال فترة أسبوع.
وأضاف: إن ارتفاع مؤشر سوق دمشق للأوراق المالية كان نتيجة الخبر المفرح الذي يتجلى في الصندوق السيادي (صندوق الاستثمار الوطني) الذي أوجد رغبة لدى المتعاملين في الشراء إضافة إلى أن أسعار الأسهم هي أساساً معقولة للشراء (سوق شراء) نتيجة التدني الذي وصلت إليه أسعار الأسهم في الفترة السابقة، وهذا أدى إلى زيادة الرغبة في الشراء والإقبال عليه.
وأضاف العدّاسي: إن خبر ارتفاع مؤشر السوق هو خبر جيد جداً للوسطاء حرّك المحافظ في شركات الوساطة المتمثلة بعمليات الشراء وكميات التداول العالية التي شهدتها جلستا الإثنين والثلاثاء، ولكن جلسة الأربعاء اعتكف المتعاملون قليلاً عن الشراء فانخفض حجم التداول إلى 7.5 ملايين ليرة سورية حيث وجدت الرغبة لدى المشتري ولكن ليست ذاتها التي شهدناها في الجلستين السابقتين ولاسيما أن جلسة الأربعاء هي جلسة نهاية الأسبوع التي تكون عادةً جلسة بيع.