منذ أكثر من شهر ومؤشر سوق دمشق يراوح مكانه حول 800 نقطة وجلسات التداول لا تتقدم بشكل لافت إلا ضمن رتب ملايين الليرات السورية وأجزائها في كل جلسة، فخيّمت حالة الترقب لدى معظم الأطراف المتابعة للسوق ولاسيما المستثمر وشركات الوساطة، حيث ينتظر كلا الطرفين كسر هذه الحالة والدخول في مرحلة جديدة من الانتعاش، وبكلمات أخرى تغيّر حالة الركود القائمة فيه حالياً.
وقد سبق وسُمع بمطالبات -ضمن الأوساط المالية- لتفعيل دخول سيولة مالية وحقنها فيه بالنظر إلى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه مثل هذه الخطوة على المستثمر والسوق وشركات الوساطة، إلا أنه لا يبدو أنه حتى الآن لم تتم أي خطوة جديدة فاعلة ذات أثر طويل الأمد قد تمّ اتخاذها لاتجاه تحريك فعلي للسوق تكسر حالة الجمود الراهنة.
وحسب ما جاء في جريدة " الوطن" فقد أفادت أوساط مالية بأنه رغم الجمود المخيّم على السوق إلا أن «صيّادي الفرص» يترقبون الفرصة المناسبة للقيام بعمليّة «اللّم» أي شراء كل الأسهم المعروضة فيه، من جهة لأن أسعارها وصلت إلى مستويات مربحة جداً بشكل مضمون عندما يعكس السوق اتجاهه الحالي، ومن جهة ثانية لأنها تمثّل أصولاً «غير خطيرة» أو ذات مخاطرة متدنية للغاية في ظل الظروف الراهنة بعدما تدنّت أسعارها إلى هذه الدرجة وبالتالي تخلّصت أيضاً من مخاطر الانخفاض الكبير في أسعارها (بعدما وصلته أسعارها) وانخفض بالتالي احتمال أن تحقق تدنياً إضافياً بالنسب الكبيرة التي لامستها حتى الآن.
ومن هنا أصبحت فرصة الشراء ودخول السوق ملاذاً مقبولاً وأكثر أماناً لكونها مضمونة من السلب ومن مخاطر أخرى بالمقارنة مع الاستثمار في شراء الأصول الأخرى التي لم تستطع أن تثبت جدواها الاستثمارية في وجه الظروف التي أحاقت بها وتسببت في تلفها أو ضياعها أو سلبها.
ويبقى السؤال هنا مطروحاً: هل سيسمح لصيّادي الفرص اغتنام الفرصة بمفردهم وبالتالي تضيع الفرصة على جمهور المستثمرين الذين يستحقون ويترقّبون مثل هذه الفرصة أكثر من غيرهم؟.