في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة الخبز في العاصمة الاقتصادية حلب فإن مبادرات من رجال أعمال وصناعيين برزت لمحاولة تفادي النقص، حيث أعلن رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي عن تأمين دفعة أولى من الخبز تصل إلى أكثر من عشرة آلاف ربطة خبز من بيروت وهي في طريقها للشحن إلى حلب.
ويرى مدير شركة المطاحن أبو زيد كاتبة في حديثه لـ«الوطن» أن قضية الخبز متفاقمة في حلب، حيث يوجد 22 مطحنة في حلب خارج الخدمة بسبب الأحداث الأمنية، وانقطاع الكهرباء وهناك مطحنتان في إدلب و3 في حمص وأخرى في دير الزور وجميعها خارج الخدمة، ومن هنا انخفضت الطاقة الإنتاجية للنصف وصار هناك عجز في تلبية الطلب على هذه المادة، مؤكداً أنه تم اللجوء للمخازين الاحتياطية وأن أزمة الخبز لم تصل للحد الكارثي، والازدحام ليس سببه نقص الدقيق وإنما توقف أفران الريف عن العمل بسبب بعض الحوادث ما نتج عنه ضغط على أفران المدينة.
ولفت كاتبة إلى أن الشركة عملت كحل احتياطي على وضع المطاحن الخاصة بالتعبئة العامة بدمشق والسويداء والقنيطرة، حيث بالإمكان إيصال الأقماح إليهم وهم يوردون الطحين بحدود 1000 طن يومياً ما يساهم بتغطية العجز في دمشق ودرعا والسويداء والقنيطرة، أضف لذلك فإنه يوجد اكتفاء من مادة الخبز بكل من اللاذقية وطرطوس، وتوزع الكميات المنتجة حسب المتاح رغم صعوبات النقل، بينما لا توجد إلا مطحنة واحدة تعمل في حلب وطاقتها 400 طن يومياً، على حين تقدر حاجة المحافظة بـ1700 طن ما يعني أن العجز وصل إلى 1300 طن، مبيناً أنه يوجد 17 جهة في حلب تحتكر وتسيطر على الخبز لذا يوجد صعوبات بإجراء مفاوضات معهم، أما المخابز الاحتياطية فكل طاقتها الإنتاجية استنفزت هي الأخرى.
وفي حديثه عن الحل قال: وقعنا الأسبوع الماضي عقداً لاستيراد 40 ألف طن طحين من أوكرانيا وهي في طريقها إلى سورية كما سيجري خلال 10 أيام الإعلان عن عروض لاستيراد 60 ألف طن أخرى، حيث يصل بداية العام 100 ألف طن طحين لسورية.
وأشار إلى أن الأقماح الموجودة بسورية تكفي لسنتين ومن المعيب استيرادها، ورحب بقيام القطاع الخاص بتوريد الكميات التي بإمكانه توريدها ولكن ضمن الأسعار العالمية ودون الشطط عنها، مشيراً إلى أن حلب تنتج 5000 طن قمح وحاجتها هي 2000 طن وكان فائضها 3000 طن وتغذي المحافظات الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية منها. وهي المحافظة الوحيدة التي انقطعت عنها الخبز إذ لا يوجد إمكانية لتشغيل مطاحنها ولا لشحن الطحين إليها، مشيراً إلى أن سبب ارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي إلى 75 ليرة يعود لارتفاع سعر دقيق الزيرو الخاص بالسياحي إلى 65 ليرة، بينما بقي سعر كيلو الدقيق التمويني 8 ليرات.
من جهته مدير عام شركة المخابز الآلية عثمان حامد قال لـ«الوطن»: إن كل مخابز دمشق تعمل على مدار 24 ساعة وإنتاجها يصل إلى 320 طناً يومياً، وكل المواد متوافرة من مازوت ودقيق ولكن لا يوجد مخزون، معتبراً أنه لا توجد أزمة خبز في دمشق وإنما ازدحام فقط بسبب توافد سكان الريف إلى المدينة وتوقف 3 أفران في داريا وحرستا ودوما عن العمل تصل طاقتها الإنتاجية إلى 80 طن لدرجة توافد نحو 200 إلى 300 شخص على كل فرن، كما أن أفران القطاع الخاص التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 50 بالمئة كلها متوقفة في ريف دمشق.