كانت أجواء أعياد الميلاد المجيد في سنوات سابقة تصدح في شوارع مدينة دمشق وشوارعها المتجلية في حركة المواطنين النشطة وسط سماع ترانيم الميلاد وإنارة الأضواء المستوحاة من وحي المناسبة إلا أن الواقع الجديد المفروض على حياة السوريين في الآونة الأخيرة فرض أوزاره الثقيلة على هذه الأعياد وسط تواصل ارتفاع أسعار السلع التسونامي على حد تعبير ليلى معوض من سكان منطقة الدويلعة (ربة منزل) فتقول اقتصر احتفال أسرتي في عيد الميلاد هذه السنة على ممارسة الشعائر الدينية وتبادل الزيارات العائلية، إذ لا يعقل إحياء هذه المناسبة كما جرت العادة في ظل ما يشهده الوطن من أحداث أليمة لكن بما أن عائلتي تضم بين أفرادها أطفالاً ينتظرون قدومه بلهفة منذ العام الفائت تم شراء احتياجات الميلاد الأساسية بما يكفل وضعهم في أجواء العيد علماً أن اقتناء هذه السلع استلزم دفع ما يقارب عشرة ألاف ليرة علماً أن سعرها كان لا يتجاوز خمسة آلاف ليرة في حدها الأقصى مضيفاً إن انقطاع الكهرباء في الدويلعة ما يقارب اثنتي عشرة ساعة باليوم كان مبرراً كافياً للامتناع عن شراء بعض لوازم العيد، فما الفائدة مثلاً من شراء شجرة العيد، التي حلقت أسعارها عالياً إذا كانت ستبقى من دون إنارة طوال الوقت.
و في تقرير صحفي إن: "موجة الغلاء التي تشهدها البلاد طالت أسعار مستلزمات أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، ما تسبب في حرمان العائلات ذات الدخل المحدود من عيش عادات وتقاليد هذه الأعياد"، مشيراً إلى أن "سعر شجرة الميلاد بلغ 5 آلاف ليرة، فيما بلغ سعر طقم بابا نويل 3500 ليرة سورية".
وكانت البضائع المستوردة وخاصة الصينية هي الحاضرة على الرغم من توافر منتجات عيد الميلاد محلية الصنع، حيث رفع أصحاب المحال التجارية المختصة أسعار مستلزمات العيد، مبررين ذلك بـ"ارتفاع الرسوم الجمركية وغلاء أجور النقل وتقلبات سعر الصرف".
واشار تقرير لصحيفة "تشرين" الحكومية، إلى أن "احتفالات عيد الميلاد المجيد اقتصرت على أداء الطقوس الدينية فقط مراعاةً للظروف القائمة، إلا أن تدني مستوى الخدمات المعيشية كانقطاع التيار الكهربائي المتكرر وارتفاع أسعار لوازم هذه المناسبة تضاف إلى قائمة العوامل المتسببة في غياب مظاهره الاحتفالية".
وبين ان "عائلات عديدة اضطرت لإلغاء تحضيرات كثيرة باعتبار أن شراء جزء من هذه المستلزمات يفوق راتب موظف بكامله بسبب تواصل أزمة الغلاء من دون اتخاذ الحكومة أي إجراءات بهذا الخصوص، حيث تقاربت الأسعار في أسواق القصاع وباب توما ودويلعة، نسبياً نتيجة تشابه المنتجات المعروضة في أرجائها من ناحية النوعية والمصدر المصنع مع لحظ ارتفاع أسعارها الواضح مقارنة بسنوات فائتة خاصة في ظل قلة المحال التجارية المختصة في بيعها مع أن الباعة كانوا يتنافسون في وقت سابق لعرض هذه المنتجات نظراً للإقبال الكبير على شرائها".
فمثلاً بلغ سعر شجرة الميلاد الكبيرة بين 4600-5000 ليرة وسعر الشجرة ذات الحجم المتوسط بـ3600 ليرة وسعر الشجرة ذات الحجم الصغير بين 2000-2800 ليرة بينما بلغ سعر مجسم بابا نويل بين 3000-4000 ليرة وسعر طقم بابا نويل المصنوع من الفرو بـ3500 ليرة وسعر مقاسه للصغار بين 1500-2000 ليرة مع وجود أنواع مصنوعة من أقمشة أخرى أقل جودة تباع بسعر أرخص يصل إلى 1200 ليرة.
وبلغ سعر طاقية بابا بين 150-300 ليرة، أما أسعار الزينة فقد بلغ سعر حبل الفرو بين 75-150 ليرة وسعر حبل الصنوبر بين 100-200 ليرة وسعر قطعة نويل نجمة مصنوعة من البلاستيك بين 75-200 ليرة وسعر قطعة نويل على شكل حبة صنوبر بين 50-150 ليرة وسعر الطابة الصغيرة عادية بـ75 ليرة وسعر طابة كبيرة لميع بـ400 ليرة وسعر قطعة نويل على شكل ألعاب صغيرة بـ200 ليرة وسعر جرس البلاستيك بين 125-200 ليرة.
كما بلغ سعر جرس باب نويل بين 150-400 ليرة وسعر سيري لمبات ليزي بـ550 ليرة إذ كان مؤلفاً من 200 لمبة علماً أن سعر سيري على شكل حبة رز يبلغ250 ليرة.
وقال التقرير إنه: "على الرغم من توافر منتجات عيد الميلاد محلية الصنع إلا أن المستوردة تعد الأكثر انتشاراً في هذه الأسواق وخاصة الصينية منها، حيث رفع أصحاب المحال التجارية المختصة أسعارها مبررين ذلك بارتفاع الرسوم الجمركية وغلاء أجور النقل وتقلبات سعر الصرف".
فيما أرجع ارتفاعها باعة آخرون إلى "ضعف حركتي البيع والشراء نتيجة انخفاض قوة المستهلكين الشرائية، التي يعد البائع أكثر المتضررين منها باعتبار امتناعهم عن الشراء سيؤدي إلى تخفيض حجم مبيعاته".
يشار إلى أنه فترة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، تمتد من يوم 25 تشرين الثاني وهو يوم عيد الميلاد، حتى يوم 31 من الشهر ذاته وهو يوم عيد رأس السنة الميلادية، وتحتفل العديد من العائلات السورية في هذا اليوم احتفالا بقدوم العام الجديد.